ليالي العمر ..
قد مضت بكياني سرابَ
بسعادتها وأحزانها وبالعذابَ
آتوه في غمارها وتأخذني زوابعها والضبابَ
يا ليالي العمر ..
بمقتضاك قد صرت مصابَ
العمر ولى .. وولى معه سن الشبابَ
أيام فرحي قد أوصدت عني كل الأبوابَ
وأيام الشقاء واليأس تناست أن تغلق البابَ
يا ليالي العمر .. هلا أعدتِ لي من غابَ
وأرجعت لي أعز الأحبابَ
وهلا محيت من تكوينك أيام الآسي والعذابَ
تلك أياماً وليالي بخاطري أمست خرابَ
تلك أياما اقتلعت من جذوري ..
أشجارا وحولتها لحظة قطعاً من الأخشابَ
كنت لا أفيق من صدمة ..
حتى تحل أخرى دونما سؤالاً أو جوابَ
اهذا جزاء يسكنني للأبد .. أم عقابَ
بأي نفس أعيش بقية عمري ..
وبأي جسد أتحمل كل المصابَ
لقد أنشأت لنفسي مسكناً ..
لا تتبعه الثعالب ولا الذئابَ
وأقمت لنهايتي لحداً محزنا .. أشبهه بسردابَ
فقد أيقنت أن للدنيا مساوئ ..
وعلي سحقها بالترابَ
ليالي العمر ولت سرابَ ..
وستبقى كظل يلاحقني ..
يبتغي لي العذابَ
ولكنني لن أمكنها مطلقا ..
من الاقترابَ ..!